بعد مشوار فني طويل وحافل بالعديد من الأعمال المسرحية والتليفزيونية رحل الفنان القدير عبد الله فرغلي، إثر إصابته بضيق حاد في التنفس، ليترك فرغلي عالمنا عن عمر يناهز الـ82 عاماً، ولكنه يترك العديد من الأعمال الفنية التي ترسم الضحكة على شفاه الكثيرين، وأيضاً يترك مشاهده التي صورها مؤخراً ضمن مسلسلي "شيخ العرب همام" و"الجماعة" المقرر عرضهما في رمضان المقبل.
وكان فرغلي قد بدأ مشواره الفني مع فرقة "الفنانين المتحدين" ليقدم مسرحيات شهيرة منها: "حواء الساعة 12" و"سيدتي الجميلة" مع فؤاد المهندس، حيث قدّم فيهما دور رجل صاحب شخصية قوية يخافه الجميع، وأيضاً مسرحية "مدرسة المشاغبين"؛ حيث قدّم فرغلي في تلك المسرحية دور "ملواني" مدرس ضعيف الشخصية يستغله الطلاب، ونجحت تلك الشخصية نجاحاً كبيراً وباتت عالقة في أذهان الجمهور، ليثبت فرغلي قدرته على تجسيد مختلف الأدوار؛ حيث أحبه الجمهور في تجسيد الشخصيات القوية وأيضاً الشخصيات الضعيفة، بل إنه قدّم في مسرحية "إنها حقاً عائلة محترمة" مع فؤاد المهندس دوراً لرجل صارم صاحب شخصية قوية ورئيس لفؤاد المهندس في عمله، لكن فجأة وضمن أحداث المسرحية نجد أنه يظهر في شخصية متناقضة تماماً عندما يصادف حبيبته منذ أيام الشباب، وهي مفارقة كوميدية حيث نجده ضعيف الشخصية ويتوسل لفؤاد المهندس لكي يتزوج من حماته التي جسّدت دورها أمينة رزق.
ورغم أن فرغلي لم يطمح في تقديم دور البطولة المطلقة إلا أن لديه إيفيهات كثيرة وجملا ما زالنا نرددها حتى الآن مثل جملته في مسرحية "هالو شلبي" التي كان يقول فيها "ودي كانت نهاية الفرقة المسرحية"، حيث كان يجسد دور ممثل هاوٍ مفلس اشترك في العديد من الفرق المسرحية التي أغلقت جميعها، كما كانت لديه إيفيهات شهيرة مع الفنان الراحل فؤاد المهندس في مسرحياته المختلفة.
وفي التليفزيون قدم فرغلي مسلسلات ناجحة منها "أبنائي الأعزاء شكراً" مع عبد المنعم مدبولي، و"حدائق الشيطان"، وغيرهما من الأعمال الهامة، لكن مشاركته في الأعمال السينمائية كانت قليلة قياساً بمشاركته في المسرح ومنها أفلام "أرض النفاق" و"أونكل زيزو حبيبي"، خصوصاً أنه كان يعشق الوقوف على خشبة المسرح وسماع ضحكات الجمهور بنفسه.
وكان فرغلي قد وُلِد في 3 مارس 1928، وحصل على ليسانس الآداب، ونجح في لفت النظر إليه حتى وإن لم يكن بطل العمل الذي يقدّمه، لكنه بالتأكيد ترك علامة بارزة في تاريخ المسرح المصري على وجه الخصوص، حتى دخل في صراع طويل مع المرض في السنوات الأخيرة حتى توفي اليوم (الثلاثاء).